نص الرسالة التي وجهتها رابطة الكتاب السوريين إلى الاستاذ محمد سلماوي
الأمين العام للآتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
الاستاذ محمد سلماوي المحترم
الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب
الأساتذة الأدباء والكتاب العرب الحضور
إنّ رابطة الكتّاب السوريين تحيّي مؤتمركم المنعقد حالياً في أبوظبي العزيزة عاصمة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وتتمنّى للاتحاد العامّ النجاح في مؤتمره هذا، كما تتمنّى التوفيق لمؤسّساته وأعضائه من اتحادات وروابط وأسر وجمعيّات، مع الثقة بقدرتكم على تمثيل الكتّاب العرب والدفاع عنهم وعن حقوقهم كافّة، وخصوصاً حقّ الإبداع والتعبير.
ان انعقاد مؤتمركم هذا في هذه الحقبة التاريخية التي تمور بالتغيرات التي تعيشها الشعوب العربية يرتب مسؤوليات فكرية واخلاقية وسياسية على عاتقكم وخصوصا في البلدان التي يشارك كتابها في جهود شعوبهم لنيل الحريات التي كتبوا عنها وناضلوا من اجلها ويتعرضون في سبيلها الى ضغوط تطال حرياتهم في التعبير والسفر مرورا باجراءا تنكيل وقمع تصل الى حدود السجن والقتل تحت التعذيب والقنص والقصف، وبينهم الروائي والقاص ابراهيم خريط، والكاتب محمد رشيد رويلي، الرئيس السابق لفرع اتحاد الكتاب بدير الزور والشاعر محمد وليد المصري الذي استشهد اثناء القصف على مدينة القصير، والذين تجاهلهم اتحاد الكتاب الرسمي في سوريا، بينما تعتبرهم الرابطة شهداء لها.
لقد نشأت رابطة الكتاب السوريين من رحم معاناة الشعب السوري وكانت أول تشكيل نقابي ديمقراطي في الساحة السورية مما شكّل حافزاً ومثلا لعدد كبير من الروابط النقابية والسياسية الاخرى مثل رابطة الصحافيين السوريين وتجمع التشكيليين السوريين ورابطة المرأة السورية وغيرها كثير.
وبمناسبة مؤتمركم هذا تتقدم رابطة الكتاب السوريين بطلب العضوية كمؤسسة ممثلة للكتاب السوريين داخل وخارج سوريا وسوف تقوم لأجل ذلك بتقديم ملف كامل يشرح أهمية قبولها في اتحادكم الكريم.
والى ان يصلكم الملف تود رابطة الكتاب السوريين ان تلخص بعض الاسباب الموجبة لقبولها في عضوية اتحاد الكتاب العرب وأهمها:
نشأت رابطة الكتاب السوريين نتيجة حاجة ملحة لدى الكتاب السوريين داخل وخارج سورية لتاطير أنفسهم ضمن جسم ديمقراطي جديد.
لاقت الدعوة لتأسيس الرابطة حماساً كبيراً لدى الكتاب السوريين انعكس في انتظام عدد كبير من أهم الكتاب السوريين في الداخل والخارج ضمن اطارها كما تلقت ولا تزال تتلقى طلبات انضمام من كتاب سوريين آخرين.
أدى نشوء رابطة الكتاب السوريين، التي كانت اول جسم ديمقراطي سوري ذي طابع فكري ومهني الى انبثاق عدد آخر من الروابط والتشكيلات السورية ذات الطابع الابداعي والمهني مثل رابطة الصحافيين السوريين وتجمع التشكيليين والمبدعين السوريين ورابطة المرأة ورابطة الطلاب السوريين الاحرار وغيرها، وقد ساهم عدد من مؤسسي رابطة الكتاب في دعم هذه الروابط والتجمعات الجديدة كما ألهم بيانها التأسيسي بيانات عدد من هذه الروابط والتجمعات.
ساهم نشوء رابطة الكتاب السوريين في خلق حالة تضامن ثقافية وسياسية عربية حيث انضم مئات الكتاب والمثقفين العرب الى رابطة الكتاب السوريين ونالوا العضوية الشرفية فيها.
شارك عدد من الكتاب العرب المرموقين في تأسيس آلية ديمقراطية للانتخاب في الرابطة كما قام عدد منهم في مراقبة وتنظيم هذه الانتخابات.
منذ تاسيسها لم تنفك رابطة الكتاب السوريين عن اصدار بيانات الدعم للكتاب السوريين والعرب الذين تعرضوا لانتهاك حرياتهم الأساسية.
أكدت رابطة الكتاب السوريين منذ تأسيسها على طابعها الاخلاقي والفكري والسياسي الذي يستوعب الاديان والقوميات والاتجاهات السياسية وشجعت على التنوع والانفتاح على الكتاب العرب والكرد والفرس والاتراك وكذلك على العلاقة المتكافئة مع كتاب العالم.
رغم امكانياتها المحدودة، وبجهود جماعية وفردية، قدمت رابطة الكتاب السوريين معونات مادية لكتاب سوريين يعيشون في ظروف صعبة.
أنشأت رابطة الكتاب السوريين مجلة تدعى الرابطة صدر منها عدد واحد، كما أنها أسست مجلة فكرية جديدة تدعى اوراق سيصدر العدد الأول منها قريبا.
إن احتضان مؤتمركم الكريم لرابطة الكتاب السوريين سيكون له مفاعيل مهمّة على الحياة الفكرية والابداعية السورية وسيعتبر تحية منكم لنضال الكتاب السوريين لانتزاع حريتهم والتخلص من اشكال الدكتاتورية، فكرية كانت ام سياسية.
مع خالص تقديرنا، وتمنيّاتنا مرّةً أخرى لمؤتمركم بالنجاح والتوفيق.
د. صادق جلال العظم
رئيس رابطة الكتاب السوريين