إلى جميع الزملاء والأصدقاء الكتاب والمثقفين
دأبت مجلة أوراق ومنذ انطلاقتها على العمل من أجل ترميم معرفة السوريين بآدابهم وثقافاتهم، باعتبارها حصيلة حيوات وتجارب متنوعة لم تحظ باهتمام نظام الاستبداد البعثي السادر في استبداده وفساده، والذي ذهب في مواجهة مطالب السوريين بالتغيير والحرية والكرامة، إلى حرب شاملة ضد السوريين أدت إلى الخراب العمراني والمجتمعي الشامل.
مما يدفعنا حالياً إلى تكريس ملف العدد 15 لمدينة إدلب كثقافة ومثقفين وإبداع ومبدعين، كي لا تصبح هذه المدينة نموذجاً آخر لما شهدته محافظة الرقة في ظل هيمنة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وكي نساهم بالإضاءة على بؤر الثقافة والإبداع التي همشها النظام السوري طيلة عقود خمسة، رغم ريادتها وأهميتها في المشهد الثقافي السوري، فجميع السوريين يعترفون بأهمية الكاتب والمبدع حسيب كيالي في التأسيس للأدب الساخر في سوريا، إذ كان من مؤسسي “عصبة الساخرين” في دمشق 1948، كما يتذكرون أن “رابطة الكتاب السوريين” التي تأسست عام 1951، انتخبت شقيقه الأكبر مواهب كيالي لرئاستها.
وفي زمن الثورة تصدرت المشهد يافطات كفر نبل وبنش والكثير من الرسوم الجدارية وأعمال الغرافيك، والتجمعات الشبابية التي أكدت الوجه المشرق لثقافتنا وهويتنا السورية في كل الكتابات الإبداعية والأعمال الفنية، والتعبيرات الثقافية، التي يسعى البعض للتقليل من أهميتها أو تغييبها.
لذلك ندعو الآن كل الأصدقاء من الكتاب والمثقفين السوريين لإعادة الاهتمام بها، وإبراز هذا الوجه المضيء المدني والديموقراطي لثقافتنا، عبر النصوص والكتابات الإبداعية كالقصة والشعر، أو عبر دراسات وبحوث نقدية، أو من خلال شهادات خاصة لتجارب فنية وإبداعية، وذلك إضافة للمشاركة في باقي الأبواب والملفات المعتادة كالدراسات والترجمة والتشكيل والحوار في مجلة أوراق.
كما نرغب بالتنويه أن العمل في رابطة الكتّاب السوريين، بصفتها مؤسسة ثقافية مستقلة، لا تتلقى التمويل من أي جهة، وكذلك النشر في موقعها، وفي مجلة أوراق، إنما يقوم على مبدأ العمل التطوعي، في ظل ندرة الموارد المالية المتاحة حالياً.
ونتطلع هيئة تحرير “أوراق” الى استجابتكم الكريمة، ويسرها أن تتسلم مشاركاتكم القيمة، في موعد أقصاه 25 كانون الأول/ ديسمبر 2021، عبر إيميل المجلة: awraq@syrianwa.net
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام
هيئة لتحرير أوراق: تشرين أول/ اكتوبر 2021