خطيب بدلة : هنيئاً لي… نوال طلقت زوجها

0

أمضى صديقُنا أبو الجود أربعين سنة من عمره وهو أعزب، مع أنه رجل طبيعي، ويحب النسوان حباً جماً…

هو أعزب، وصحته جيدة، ويحب النسوان، ومع ذلك لم يكن يطرح فكرة الزواج أمام أحد، لأن والده الذي يُفْتَرَض به أن يشتري له داراً، ويخطب له فتاة جميلة وعاقلة، ويدفع مهرَها، ويجهزها لأجله، ويقول له: شرف تزوج.. مات قبل أن يصل هو إلى سن البلوغ، والسيدة الوالدة لا تمتلك من هذه الدنيا غير إسورة ذهبية صغيرة عيار 21 قيراط..

ذات يوم، وقع الحائط الذي يفصل الدار التي يسكنونها عن الزقاق، فوجدوا أنفسهم، فجأة، مكشوفين على العابرين (على الآشِقْ)، فاضطرت أن تبيع الإسورة وتسـتأجر عمالاً ليجمعوا أنقاض الحائط المنهار ويُرَحّلوها، وقد فعلوا ذلك، ثم أتوا بحجارة جديدة وبعض أكياس الإسمنت وعمروا حائطاً جديداً فعادوا مثلما كانوا ولكن دون إسورة.
بعدما كبر أبو الجود واشتد عوده صار لزاماً عليه أن يكد ويكدح ليُطعم والدته وشقيقته التي لم ينطلق نصيبها، ولم تتزوج رغم أنها تكبره بسنتين..

قال لي أبو النور: أنا كدت أنسى موضوع الزواج من أصله.. وأفكر دائماً في كيفية تأمين مصروف عائلتي إضافة لمصروفي الشخصي، ولكن هل كان جارنا أبو قدور يستطيع أن ينساني؟! أبداً، فقد كان يستبشر كلما رآني، وكأنه وقع على كنز ثمين، ويفتح يديه على مداهما، ويباشر بتغريد العبارات نفسها، فيقول لي:

– أبوك مات وآخر كلمة لفظها هي: الله يرضى على ابني عبد الجواد (أبو الجود)، ووالدتك، بلا شك، راضية عليك، ولمَ لا ترضى وأنت تشيلها هي وأختك على الراحات؟ وبما أن جامع “المبلط” قريب من بيتك فأنا واثق أنك تصلي معظم أوقاتك وراء الإمام، جماعةً، ولذلك اعتدل حظك، والدليل أن الله تعالى ألهم ابنة بلدنا السيدة “نوال” أن تطلق زوجها!

يقول أبو الجود: سمعت هذه السحبة فضحكت على طول صوتي حتى انتبه لضحكي العابرون كلهم.. ثم سألته قائلاً: – يا عمي أبو قدور، أيش دخل طلاق السيدة نوال باعتدال حظي؟
فزجرني قائلاً:
– اسكت ولاك. هل أنت دب وطَشَنة وهَضِيلة؟.. هاي نوال عروس لواحد متلك حفر وتنزيل، كتير مناسبة.. وهي في الأصل تزوجت لمدة شهرين بس.. وجوزها بعيد من قبالي واحد واطي وتافه.
أتابع الضحك، بالرغم عني، وأقول لأبي قدور:
– إنني متأخر عن الزواج، وصابر على أوجاعي، فهل ترضاها لي أن أتزوج امرأة طلقها زوجُها وأنا لا أعرف أشو المشكلة، وليش تطلقت، ولا أعرف الحق على مين؟
فيزعل ويقول لي:
– وبا يقشك يا أبو الجود، هل رضيت السيدة نوال بك حتى ترفضها أنت؟! أنت بالفعل غبي. وعلى كل حال الرجل ارتاح.
أقول له متغابياً: مين الرجل اللي ارتاح؟ قصدك زوج السيدة نوال؟
فيقول لي غاضباً: فشر. هي اللي ارتاحت منه. أنا أقصد اللي ارتاح أبوك. لو كان عايش وشافك عم ترفض الست نوال كان مات في أرضه!

المصدر : العربي الجديد

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here