سعاد جگرخوين، شاعرة كردية مقيمة في السويد
مجلة أوراق العدد 13
شعر
أشتاق اٍليك كلما أبحرت في بحور الذكريات
كلما لامست حبات المطر جبين المساء
أشتاق ذاك الألم الذي بات في تخوم الماضي
حفنة من الذكريات تزين سنين رحلتي التي اجتازتها روحي
بصمت وأنين بين ضجة الأحداث التي لم يكن لي فيها صديق
لن تغيب عن ذاكرتي حلبة الصراع وتلك الأرواح التي لم يتعبها الألم
لن يغيب عن ذاكرتي ذاك الكتاب الذي كان أنيسي
وتلك المدفأة التي كانت تملأ الآفاق دفئاً وشجن
واٍبريق الشاي الذي كان ينفث من فوهته ألماً تائهاً
ونظرات أمي وهي تذكرني بساعة النوم
لأودع كتابي الحالم في حضن صدري
وصراع أبي في تلك الأقبية المظلمة
وذاك السفرطاس الذي كان يرتجف بين يدي من الخوف والهلع
والعسكري الذي لم تخدعني اابتسامته قط
وتلك الأحلام التي في مهدها ااندثرت
وطفولتي التي اامتزجت بالصمت والهلع
كل ذلك وخيال يتأبط ذاكرتي يؤنسني في رحلتي
يرافق ظلال أنفاسي يعزف لي سيمفونية الأمل
ستظل ترافق قصيدتي تلقي الابتسامات في
طريق مسيرتي واٍلى الأبد
غداً عندما نلتقي
سأهديك ذاك الشال القرمزي الذي حلمت به طويلاً
وأغرس بين خصلات شعرك وردة حمراء تنعش مفاتن وجهك الزاهي
سأحكي لك عن كل القصص والحكايات
عن تلك الصبية التي تهت في يم عينيها
ونمت يوما على كتفها وكانت أولى إشراقات القوس قزح
في فضاء عشقي وأولى همسات النبض في أبجدية حبي
غداً عندما نلتقي
سأحكي لك قصص ألف ليلة وليلة حتى يطلع علينا الفجر
سأملأ الفراغات بيننا بالقلوب والدرر
وأسبل أهداب الليل على نور الصباح
لنغوص في قاع الاشتياق ونجس أوردة الحنين والهيام
غداً عندما نلتقي سأحدثك عن ذكرياتنا التي
ما زلت أختزل تفاصيلها في عمق المسافات
سأحدثك عن تلك الجزيئات الصغيرة المملوءة بالعشق والغزل
والمرصعة بالقلوب في أواخر رسائلنا وسهام القدر التي كانت تخترقها
غداً عندما نلتقي سأترك لك روحاً كانت تسجد للدعاء والتيمم كل يوم لتلقاك
وسأنام كالعصفور في حضن عينيك
ولن أستيقظ إلا لأرى ذاك النور كل يوم يغمرنا بالنشوة والوداد.