حسين جرود: رابع شيء- سيناريوهات منسية

0

لو كنتُ أقوى قليلًا

لأصبحتُ قاتلًا

أخرج إلى الشارع

وأقتل أول شخص أنفرد به في شارعٍ مظلم

وآخذ الليرات القليلة التي في جيبه

لأحصل على ثمن العشاء

/

لن تنقص هذه الحياة من ذكائي

ولن تفتقر إلى الدهشة

سأرسم كل يومٍ لوحة

بدماء حقيقية

وأخفي الرتوش الزائدة

وأخرج بعدها نظيفًا

لطيفًا

مُعافى

كشاعرٍ ضربته صاعقة

أو عاشقٍ سيئ الحظ

أو مسافرٍ عاد إلى مدينته

ليواجه الأبواب الصدئة

بعيون حارقة

/

أسوأ ما يمكن أن يحدث

أن لا تشتري الليرات شيئًا كثيرًا

فأنام وطعم البسكويت في فمي

وأنا أحلم بالدجاج

أو أرى ابنة القتيل

تبحثُ عن ثأرها

فأفرح لأني أيقظتها

/

عندما انفردتُ بمديري السابق

في القبو

كان قصيرًا

ومريضًا

ومع هذا اغتصبته

لو خطفته وحصلت على الفدية

كان هذا سينسف مشاريعي

ويُنقذ بعض القتلى

لهذا أرفع سروالي

وأمضي

وأنا أرى ذلك العجوز

المتملِّق

لم يحمل معه سوى

مؤخرته

/

عندما لا تحمل الضحية شيئًا

آكل زر القميص

وعندما تحمل أكثر من اللازم

أخاف من التخمة

وأعرف أن الحظ بوجهيه

إن أقبل أو أدبر

يترصَّدني

ويحيق بي

وأن وقتي قليل

والعوائق تزداد

أمامي وتظهر أنَّى توجَّهت

/

قتلتُ بالمشرط

وبالسلك المعدني

وأغرقتُ رؤوسًا بالماء

وقطعتُ أعناقًا بالسكاكين

ولم أنمْ دون عشاء

فعندما لا أصطاد شيئًا

لا أنام

أستمع إلى أغنية

على الراديو

وأنطفئ

/

أن تكون الضحية مجهولة

شيءٌ مثالي

تصبح مثل أي حيوان في غابة إفريقية

وكلما عرفتُ عنها أكثر

أبتعد عنها

أبتعد

حتى تكبسني إليها كالمطاط

كأني أريد أن أمسح

توتّر الأيام الماضية كله

بضغطة زر

/

قد أقتل طفلًا

قد أحمل معولًا

قد أزرع شجرة

قد تضربني الجثة

وتفلت

وأشرع في تجميد

أوصالها

وضربها ضربات متلاحقة

حتى تتفتت وتختفي

وأنظر بعدها

لأجد أني

لم أفعل شيئًا

/

أحتاج ظلامًا

وشخصًا وحيدًا

وأداةً حادة

وبعدها

يسير الأمر أوتوماتيكيًا

أعطِ الخباز خبزه

والشاعر جثته

والمدينة ضوءها

والإنسان وحدته

أستطيع انتظار الضحية شهورًا

وقد أموت

وعندما ألتقيها أقول:

لقد مت عدة مرات…

فلتجرِّب ذلك أنت أيضًا.

/

في الضوء يقتل الناس بعضهم

ويغتصبون بعضهم

طوال النهار

والظلام صديق

لا يؤذي أحدًا

وعندما يركلني أحد فيه

أو يلكمني

أكون مُخدرًا

مسرنمًا

وأصطدم بالجدار

كمن يقع على فراشٍ رطب في يومٍ مشمس

وأبصق أسناني وأمضي

/

انظرْ إلى أي أحد من هؤلاء الذين يظهرون على المنصات ويلقون الخطابات

وافتح بطنه

ستخرج منه مئات الضحايا

هل تريد أن أثبت لك أن الضوء في الظلام

والظلام في الضوء؟

إذن تعال وافتح بطني

ستجده فارغًا

جائعًا

بانتظار الصيد

-2-

لو كان لي بعض الصبر

أصبحتُ متسوِّلًا

أو موظَّفًا

أنتظر الناس أمام الفرن

وأمدّ يدي

أعيش على فتات الفقراء

أو أنتظر منذ الصباح

على طريق الذاهبين إلى العمل

/

أختار بقعة هادئة

والمنظر أمامي لا يتغير

طوال فصول السنة

في المدينة

شيئين

أنا وهي

أضع نفسي مقابلها

وعليها أن تعطيني

كما أعطيها

-3-

لو كنت أكثر سحرًا

لأصبحت ممثلًا

وأحرقت الخشبة

في نهاية كل عرض

/

لو كنتُ أذكى قليلًا

لأصبحتُ مدرّسًا

أو كاتبًا أو حكيمًا

أجمع أصدافي

من غباء البشر

كشاطئٍ يلتقط النفايات

/

لو كنتُ أجمل قليلًا

لأوقفتُ القصائد

على رؤوس أصابعها

وجعلتها تسجد لي

/

لو كنت أنقى قليلًا

تركتُ الأفاعي

تدخل في جسدي

وتخرج

ومشيتُ على الماء

/

لو كنتُ محظوظًا

لما اخترتُ ألعاب الحظ

وجعلت الكلمات التي تصادفني

والأشخاص في طريقي

دمىً للتسلية

/

لو كنتُ سعيدًا

لما انتظرتُ الجميلة أيامًا

لتمرَّ

على شارعٍ يأكلها

/

لو كنتُ لطيفًا

أكثر من هذا

أو أقل

كانت كلماتي أثقل في الظل

ولم أحلم

*خاص بالموقع