دع الفؤوسَ تبطشُ بغفلة الأشجار
ولترتجز المناجلُ بأرواح السنابلِ
ما بيني وبينك الليلُ يشرفُ على الطريق
ما بيننا الراياتُ حمراءُ ساقطة نجومها
لا تبتأس لكهولة الأنهار وفتوة السمك
لا عزاء للمستقيم بطرق الوعورة
لا عزاء لي بحاناتٍ
تطوي الظهيرةَ
كأوتار مَن يعزفُ بيساره.
*
إذا كنتِ قادرةً على حملِ النجوم سأغرسُ بكِ نجمًا،
هذه المرة سأشبعكِ مياهًا،
أتمنى أن تأتي يا حبيبتي،
هل لازلتِ حلوةً مثلما مضى أم كبرتِ؟
هنيئًا للهواء الذي يُضمد جروحَهُ
بأنفاسِكِ وأنتِ نائمة.
*
إِلَيَّ إلَيَّ أيتها المياه
التي لا تنتبه إلى عطشي،
فلا شيء يستحقُّ التحيَّةَ
سوى الموت.
*
عن المنسيات التي فتحتُ لها النوافذ،
وملأتُ لها الجدران بالصباحات،
عن الصور القديمة، والفائض عن حاجتها، من الوحشة وأخواتها،
عن أولئكَ الذين ينتسبونَ إلَيَّ
ولم يتعكزوا على عصا الوعورة،
وعن وجع الطرق المنسية
في ذاكرة الأقدام،
التي هَرِمَت
ولم تنسَ الينابيع،
أكتبُ لَكَ هناك والآن؛
وهكذا دومًا،
لا يُبلِّلُ وجعَنا
غيرُ دموعِ مَن فجعناهم بالسفر.
*
ما ضرُّكَ أيها الصديق
لو صرتَ مُرَبِّيًا لآلامي؟
لا أكترثُ بالأسوار
عندما يمرُّ عليها البناؤون،
ولا تنوح على تأريخها.
لا أكترث بالطفل:
عندما يجوع،
ولا يغني،
لا أكترثُ بسيفٍ،
يَطْمَئِنُّ
إلى قتيلِهِ.
*
خذ ما اشتهيتَ من حجري المتطاير
خذ البعضَ منه تلويحةً في معصميك
واسحل ما استطعتَ من السؤال؛
كلانا ينوء بليلٍ
لم يبقِ منا غيرٓ مأثرةِ اشتهاءٍ
أو زخرفٍ في وجنة الليلِ
وأرى فخاخًا
تستبدُّ كلما فاح أقحوانُكٓ في العيون.
*
قريبون جدًا من الفاقة
وداعًا،
يا صديقي.
*الترا صوت