تهم بالتحرّش لكاتب مغربي فرنكفوني في هولندا

0

في هولندا، بلد إقامته، كثيراً ما بدا الكاتب المغربي فؤاد العروي (1958) نموذجاً للمثقف الذي يعيش حياة مستقرّة مستمتعاً بنجاحاته التي تحقّقها رواياته في البلدان الفرنكفونية حيث تحضر أحياناً في قوائم الأكثر مبيعاً. كاتب ساخر وناجح في بلد هادئ؛ تلك هي الصورة التي طالما ارتسمت حول العروي في هولندا، غير أن نهايات 2020 يبدو أنها ستقوّض أركان هذا العالم بشكل جذري، حيث يعيش اليوم صاحب “سنة عند الفرنسيين” على وقع سلسلة من الاتهامات بالتحرّش الجنسي تطلقها ضدّه طالباته في “جامعة أمستردام”.

يعود أوّل اتهام إلى 2017، حين اشتكت طالبة فرنسية من كون الكاتب المغربي تحرّش بها حين دعاها إلى منزله على خلفية عدم قدرته على الحضور في الجامعة لمرض ألمّ به. تحوّلت دعوة العمل إلى محاولة اعتداء جنسي، بحسب رواية الطالبة التي سرعان ما اشتكت للجهاز الإداري لكنها لم تلق على ما يبدو آذانا صاغية، حتى أن بيانات حول التحقيق في الحادثة جرى إظهارها للعلن مؤخراً مع استئناف التحقيقات تثبت أن الإدارة قد انتصرت لرواية العروي وفيها نفى أي شكل من الاعتداء وصرّح للإدارة وقتها بأن علاقته “بجميع طلبته ذات طابع أبوي”. كما أشار إلى أن حضور الطالبة إلى بيته كان بناء على رغبتها وأنه كان في تلك الفترة يخضع بالفعل للعلاج.

بدت الزوبعة وقتها وقد مرّت بسلام حول العروي، فقد بقي في موقعه كأستاذ في “جامعة أمستردم”، فيما انتقلت الطالبة إلى جامعة جديدة. لكن “قانون الصمت” الذي ساد لم يدم أكثر من ثلاث سنوات، فقد ظهرت شهادات جديدة من طالبات أخريات تحدّثن عن تحرّش العروي بهنّ، وهو ما وضع “جامعة أمستردام” في إحراج كبير، دفع إدارييها بإعادة فتح الملف، وربما نقله إلى القضاء خصوصاً مع تحوّل الموضوع إلى مادة تتداولها الصحافة الهولندية. 

ولا يخفى هنا الضغط المسلّط على الجامعة حيث تتزامن “قضية العروي” مع موجة عالمية، بدأت منذ ثلاث سنوات، تفضح ممارسات التحرّش وتدعو الضحايا لتقديم شكاوى ضد المعتدين، لعل أبرز الوقائع في هذا المضمار تلك الفضائح لتي هزّت لجنة نوبل وأجبرت الأكاديمية على حجب الجاءزة الأدبية الأبرز في 2018.

يشير تقرير صحافي، صدر باللغة الفرنسية، في 21 من الشهر الجاري، إلى أن العروي لم يقدّم أي درس في الجامعة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو ما يجعل البعض يخمّن بأن إجراء إدارياً قد اتُخذ ضدّه. هذه النقطة أثارها موقع “لو ديسك” المغربي (ناطق بالفرنسية) في حديث مع العروي الذي أكّد إعادة فتح التحقيق داخل الجامعة، ولكنه فسّر عدم تقديمه لدروس بأنه اعتمد خيار التدريس عن بعد، مؤكداً بأنه لا يزال إلى اليوم ينتمي إلى “جامعة أمستردام”. كما أشار العروي إلى استيائه من طريقة تناول أخبار هذه الحادثة، خصوصاً حين وصلت إلى العالم العربي فصارت من بين أطباق مواقع التواصل الاجتماعي.

تأتي هذه الزوبعة حول العروي في آخر شهر من 2020، وفي آخر شهر من 2019 كان العروي قد عيّن عضواً في “اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد” التي ابتعثها الملك محمد السادس. هكذا، كلما جرى تناول قضية التحرّش المفتوحة ضدّ العروي في المغرب يشار له باعتباره “عضو اللجنة الخاصة” قبل أي تعريف آخر، ليشكّل ذلك هزة أخرى في المغرب بعد حادثة التطبيع مع الكيان الصهيوني.

*العربي الجديد

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here