ملحمة صغيرة محتملة: من بين أغطية الرأس المتنوعة، التي يضعها المارون في المدن الكبيرة، على سبيل المثال: مدينة سكوبيا ـ مقدونيا ـ يوغسلافيا، في 10 ديسمبر 1987. كان هناك، حتى في العاصمة، قبعات “Passe-Montagne”، أو:قبعات متسلقي الجبال،تغطي الأنف من أسفل، والجبهة من أعلى، ولا يظهر منها غير العينين، ومن بين هؤلاء سائقو العربة الدراجة، يضعون أغطية رأس إسلامية سوداء صغيرة على رؤوسهم، وإلى جانبهم، على حافة الطريق، كان رجل كهل يودع ابنته، أو ابنة أخيه الآتية من تيتوجراد/مونتينيرو أو فيبافا/سلوفينيا، العديد من التكوينات المثلثة المائلة على قبعة برنسه، نافذة إسلامية وزخرفة بارزة (بكت ابنته أو ابنة أخيه). كان الثلج يتساقط في أقصى جنوب يوغسلافيا، ويذوب في نفس الوقت. عندئذ، مر رجل ذو قبعة بيضاء تشبه القبعة العسكرية، مزينة برسوم شرقية، يغطيها البَرَد الساقط، ومن خلفه جاءت فتاة شقراء، بغطاء رأس كالجورب، سميك ومبتهج اللون (تعلوه ذؤابة)، وبعدها مباشرة، رجل يضع نظارات، وبيريه، تعلوه ذؤابة مستقيمةداكنة الزرقة، ثم جاء بعده بيريه عسكري لجندي طويل الساق، وزوجين من قبعات الشرطة، ذات السطح المجوف. حينذاك مر رجل، يضع غطاء رأس من الفرو، وقد رفع جانبيه، اللذين يغطيان الأذن، إلى الأعلى، بين سرب من النساء اللائي يضعن الإيشاربات السوداء على رؤوسهن. بعد ذلك مر رجل يضع طربوشا ذا مربعات، يغطي أذنيه، بلوني الأسود الفاحم والأبيض، مثل البشرة المرقشة بالأبيض والأسود لفايفيز؛ الأخ غير الشقيق لبارسيفال. كان رفيقه يحمل قبعة من الجلد والفراء، وبعدهما مر صبي يضع عصابة رأس تغطي الأذنين. تبع الصبي رجل يضع قبعة بلون خليط الملح والفلفل، أحد أقطاب السوق السوداء، يشق طريقه بلطف، عبر شارع سوق ماسيدونيا، خائضا في الثلج. عندئذ مرَّ فوج من الجنود، يعلقون نجمة تيتو على حافة قبعاتهم. بعدهم جاء رجل يرتدي قبعة صوفية بنية اللون من مصنوعات مدينة تيرول، حافة أمامية، تنثني لأسفل، وتنثني الحافة الخلفية إلى أعلى باستقامة، وشارة فضية على الجانب. ثم كانت فتاة صغيرة، تقفز، وتضع قلنسوة من جلد الغزال، ومبطنة. ثم رجل يضع قبعة راع رمادية، محاطة بشريط أحمر. تبعته امرأة سمينة، تضع وشاح الطباخين، المصنوع من الكتان الأبيض، خلفيته ذات هُدْب. ورجل يرتدي كاباً ذا طبقات من الجلد، لكل طبقة لون مختلف. ثم رجل يدفع عربة، ويضع كابا من البلاستيك، يغطي أذنيه، ويحوط رقبته وشاح فلسطيني. وبعده رجل يسير وعلى رأسه كاب مزين برسوم الزهور.وبالتدريج، بدا لي حتى منلا يضعون أغطية رأس، كما لو كانوا مزودين بها ـ فالشعر ذاته غطاء رأس. وهناك، كان طفل، ذو كاب ليلي، يتداخل مع امرأة ترتدي قبعة سينمائية عريضة ومائلة: لا تواكب التنوع. ثم فتاة جميلة، تضع نظارات، تمشي إلى جواري، تضع قبعة من إنتاج بورسالينو، بلون بنفسجي شاحب، تهادت إلى زاوية الشارع، تتبعها امرأة ضئيلة للغاية، تعلو رأسها قبعة عالية، مصفوفة الغرز، صنعتها بنفسها، ووراءها رضيع، يضع قبعة سومبرورو على يافوخه الذي لم يتم نموه بعد، تحمله فتاة، تضع بيريه واسعا، مصنوعاً في هونج كونج. وصبي يلف شالا حول رقبته وأذنيه. وصبي أكبر منه، يضع أغطية أذن المتزحلقين على الثلج، وعليه علامة تريكوت التجارية. هذا الجمال وما شابهه. هذا الجمال وهلم جرا.
*ترجمة ناصر حلواني