ما أفدحه من خبر.. ما أوجعها من خسارة للشرفاء في كل مكان وفي لبنان خصوصاً.
بعميق الحزن والألم والغضب، تدين رابطة الكتاب السوريين جريمة اغتيال الكاتب لقمان سليم المفكر والناشر المعارض اللبناني مخرج فيلم تدمر، الذي عثر على جثته مع أربع رصاصات في الرأس ضمن سيارته على الطريق العام قرب النبطية، وكما عبَّر أغلب الكتاب والإعلاميين اللبنانيين فإن الجاني معروف للجميع، وقد سبق للقمان سليم أن أصدر في 13 كانون الأول 2019 بياناً حمَّل فيه قوى الأمر الواقع، ممثّلة بشخص حسن نصر الله وشخص نبيه بري، المسؤولية التامة عما تعرّض له سابقاً وعما يمكن أن يتعرّض له لاحقاً من تهديدات ومخاطر، معلناً أنه يضع نفسه ومنزله ودارة العائلة وقاطنيها في حماية القوى الأمنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني.
لقد كان لقمان سليم في موقع دائم وثابت مع الكلمة الحرة والصادقة، ومع الشرفاء أينما كانوا، فهو لم يوفر فرصةً ولا موقفاً للتعبير عن تضامنه مع السوريين في سوريا كما مع اللاجئين في لبنان، ضد كل أشكال العسف والتهجير والقتل التي تعرضوا لها، لذلك فإننا ندرك ونؤكد أن هذه الجريمة البشعة هي جريمة ليست بحقّ شخص واحد فقط، وإنما هي جريمة بحق الديمقراطية والثقافة وحرية الكلمة، فلقمان لم يكن مجرد معارض سياسي كما تُصدّر الخبر مانشيتات الإعلام، فهو بداية كاتب ومفكِّر وناشر حر، وهذا هو فعل المعارضة الوحيد الذي مارسه عبر رأيه وموقفه ونشاطه في منطقة تسيطر عليها قوة السلاح والميليشيات الطائفية التي اغتالت الكثيرين في المنطقة وفي لبنان وفي سوريا باسم الدفاع عن المقاومة والممانعة التي لم تقاوم إلا شعوبها، ولم تمانع إلا الأحرار في مجتمعاتنا، وقد دفع حياته ثمنا لمواقفه وآرائه.وأمام غياب الدولة اللبنانية وسطوة حزب الله على القرار الأمني والسياسي في لبنان، فإننا ندعو المجتمع الدولي للتأكيد على ضرورة محاسبة القتلة الذين ساهموا بتدمير سوريا ولبنان، وأحرقوا المدن واغتالوا خيرة شباب وشرفاء لبنان وسوريا. لا يكفي أن يصنَّف حزب الله بالإرهابي، بل يجب التحرك للحد من سطوة سلاحه وإرهابه في لبنان وفي المنطقة.
لروح شهيد الكلمة الحرّة السلام، ومجد الذكر لأسرته وذويه، ولكل أنصار الحرية خالص العزاءوالعار، والحساب للقتلة.