باولو كويلو: 5 قصص قصيرة جداً

0

1
اقترب تلميذ من معلمه وقال له: منذ سنوات وأنا أبحث عن التنوير. وأشعر بأنني على وشك الوصول إليه، وأنا في حاجة الآن إلى معرفة المرحلة المقبلة. قال المعلم «كيف تعيل نفسك؟». فرد التلميذ: «لم أتعلم بعد كيف أعيل نفسي فوالداي هما من يساعدانني، لكن هذه مجرد تفاصيل». وقال المعلم «إن الخطوة المقبلة تتطلب منك أن تنظر مباشرة إلى الشمس لمدة نصف دقيقة». حينذاك لبى التلميذ طلب الأستاذ. وعند انصرام نصف دقيقة طلب منه المعلم وصف الحقل الذي يحيط بهما. قال التلميذ: «لا أستطيع رؤيته فقد أثرت الشمس كثيرا على ناظريّ». قال المعلم: «إن الرجل الذي لا يبحث سوى عن النور فقط وهو متملص من مسؤولياته، لن يجد التنوير أبداً.. ومن يركز عينيه على الشمس كثيرا سينتهي به المطاف إلى شخص كفيف».

2

قال التلميذ لمعلمه: « لقد قضيت معظم اليوم في التفكير في أشياء ينبغي لي أن لا أفكر فيها وأرغب في أشياء ينبغي لي أن لا أرغب فيها وأفعل أشياء لا أريد أن أفعلها». ثم دعا المعلم التلميذ إلى جولة معه في الغابة خلف بيته. في طريقهما أشار المعلم إلى نبتة وسأل التلميذ إذا كان يعرف اسمها. قال التلميذ: اسمها «بيلادونا» ثم أردف «يمكن لهذه النبتة أن تقتل أي شخص يأكل أوراقها .قال المعلم : لكنها لا تستطيع أن تقتل شخصا يكتفي بملاحظها ببساطة فقط، الشيء نفسه فالرغبات السلبية لا يمكن أن تسبب أي ضرر إذا لم يخضع الإنسان لإغراءاتها .

3

زار مريض يبلغ من العمر اثنين وثلاثين عامًا الطبيب ريتشارد كراولي. قال له مشتكيا: لا أستطيع أن أتوقف عن مص إبهامي. فرد عليه كراولي: لا تقلق كثيرا بشأن ذلك لكن حاول أن تمصّ كل يوم إصبعًا مختلفًا .حاول المريض أن يفعل ما أمره به الطبيب غير أنه في كل مرة كان يضع يده على فمه كان يجب عليه أن يختار بوعي أي إصبع من أصابعه يجب أن يكون محط اختياره في ذلك اليوم . في نهاية الأسبوع توفق المريض في علاج عادته. قال الطبيب كراولي: عندما يتحتم علينا بلورة مواقف جديدة واتخاذ قرارات جديدة واختيارات جديدة، ندرك جيدا كم أن هذا لا يستحق كثيرا من العناء.

4

وعد مستكشف أبيض كان يرغب في الوصول إلى عمق إفريقيا أن يدفع أموالا إضافية إلى مرافقيه إذا أسرعوا وعملوا على ربح الوقت. تحرك مرافقوه الحمالون لعدة أيام بشكل أسرع . ولكن بعد ظهيرة أحد الأيام فجأة ألقوا حمل أثقالهم وجلسوا أرضا. ومهما كانت قيمة المبلغ الذي منح لهم فقد رفضوا المضي قدما. عندما سألهم المستكشف عن سبب ذلك كانت إجابتهم التالية: إننا نتقدم بخطوات سريعة ولا نعرف بعد ما الذي نفعله مقابل المال والآن علينا أن ننتظر حتى تستردنا أرواحنا .

5

لا تحاول دائما أن تكون منسجما بعد كل شيء قال القديس بولس: إن حكمة العالم هي حمق في عيني الله. لكي تكون منسجما عليك دائما ارتداء ربطة عنق متناسبة مع الجوارب. هو أن تكون آراء اليوم هي آراءك نفسها في الغد، وحركة الكوكب؟ ما هي؟ طالما أنك لا تؤذي الآخرين غير رأيك من حين لآخر. عارض نفسك بدون أن تشعر بالحرج. فهذا من حقك. لا يهم ما يفكر فيه الآخرون – لأن هذا هو ما سيفكرون به على كل حال. لذا استرخ.. دع الكون يتحرك.. اكتشف متعة مفاجأة نفسك، إن الله اختار الأشياء الحمقاء على الأرض هكذا بشكل يزعج الحكماء.. قال القديس بولس .

*المصدر: القدس العربي

*ترجمة: عبده حقي

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here