مرآة
في النّهاية لم يكن ثمّة مرآة
كي تسألها عن الطّالع
والوجه الذي نظرت إليه في البحيرة
لم يكن قد غرق هناك
ولم يكنّ ثمّة أيّ شخص تصبّح عليه
في الشّرفة المقابلة لبيتك
أو أحدٌ تكتب إليه الرسائل والأشعار
الّا أنّك أحببت أن تلوّح للأشياء من بعيد
لأنّ في كلّ بعيد.. برد قريب
كأنّ البرد هو أرواح الآخرين
قريبين إنّما أنت أبعدتهم عنوة
لتشعر بغيابهم
من أين يجيء الحزن يا ترى؟
إنّه عندما تُفْقِد أجزاءًا من روحك
لكي تؤكّد لنفسك باستمرار
أنّك مكتملٌ في مكان
وأنّه لازال باستطاعتك العثور عليك..
الحزن هو الشّعور النّاتج
عن فقدان ما هو غير مفقود.
لا جدوى
لقد أردت أنّ أحتجّ ضدّ شيء ما في هذا العالم
أيّ شيء
لكن لم أجد ما يستحقّ الاحتجاج
ومن ثمّ أردت أن أصمت وأن لا أنطق الا بأنفاسي
لكنّ الهواء كان أكبر من صدري
فقرّرت أن أقطع الأشجار
لكي لا تنذرني بقدوم الرّيح
وهكذا لم أؤمن أنّ الرّيح موجودة
لم أؤمن بوجود ما لم أفهمه أبدًا
ولم أعرف كيف أشرح للنّاس
أنّني لا أؤمن بنفسي حتّى
وأنّني مثلك يا ريح
أركض وأركض هربًا منّي.
مجرّد نظرة
اسمعي لا أريد منّا شيئًا إطلاقًا
أريدنا أن نلتقي كلّ يوم أو كل يومين
أن ننظر إلى بعضنا بعفوية
وألا نحاول قول شيء إطلاقًا
أريد أن يرانا النّاس سوية
ليس كعاشقين
ولكن كغريبين معًا
أحبّ التنزّه وغسل الملابس
وأن أمضي حياتي وحيدًا
لذا أرجوكِ
لا تهمسي بأشياء لا أهمية لها
فقط كوني موجودة
لكي أنظر إليكِ كلما هشّمتُ مرآتي.
*الترا صوت