معرض الخرطوم الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتب في السودان، والذي تشارك فيه دور نشر من مختلف البلدان العربية، بالإضافة للأنشطة الثقافية والفنية والتراثية التي تقام طيلة أيام المعرض، بمشاركة 200 دار نشر من الداخل والخارج، وأكثر من 200 ألف عنوان كتاب.
أما شخصية العام أستاذ العلوم السياسية مدثر عبد الرحيم الطيب، تقديراً لجهوده في مجال البحوث العلمية وإسهاماته الأكاديمية في الجامعات داخل وخارج السودان.
افتتاح الدورة الـ15
وافتتح الدورة الـ 15 كل من وزير الثقافة والإعلام والأوقاف ووزيرة التربية والتعليم وسفراء ودبلوماسيون عرب من بينهم سفيرا السعودية ومصر، وسط حضور كثيف منذ يومه الأول في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والذي سيستمر حتى 29 من هذا الشهر. وصرّح وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح خلال مؤتمر صحافي، أن “المعرض أتى تأكيداً لظروف الاستقرار التام في البلاد وعودة الحياة الفنية والأدبية، على الرغم من كل التهديدات التي واجهته لقيامه في موعده المحدد. لكن وعلى الرغم من ذلك، شهدت الدورة غياباً ملحوظاً للكتاب والشعراء من خارج السودان، وأعلن الوزير قبل إطلاق معرض الكتاب، “ألا قيود ولا مصادرة للكتب كما كان يحصل سابقاً، سوى التي تحتوي على نعرات قبلية ودينية”.
ناشطون ينتقدون
وانتقد ناشطون وكُتاب تصريح وزير الثقافة والإعلام بضرورة مصادرة الكتب التي تحتوي على نعرات قبلية ودينية. وكتب الروائي عبد العزيز بركة ساكن على صفحته على فيسبوك “عدنا مرة أخرى إلى المربع الأول، أن يصبح الوزير من يقرر عن القارئ ويحدد ما هي الكتب التي عليه قراءتها… أنا مع مبدأ الحرية في الكتابة وإذا أساء الكاتب إلى شخص أو مؤسسة أو قبيلة القانون وحده هو الفيصل، أما الخلط بين السلطات فهذا لا يحدث إلا في ظل الدول الشمولية”.
إقبال كبير
والمفاجأة الكبرى كانت بوجود قسم كامل من كتب محمود محمد طه المفكر الاسلإمي والذي أعدمه نظام نميري العسكري بتهمة الردة، وكانت كتبه ممنوعة من النشر في السودان طيلة فترة حكم الإنقاذ.
ومنذ أول أيام المعرض، اكتظ قسم “الحزب الجمهوري” الذي يحتوي على كل كُتب محمد طه، بالشباب والشابات الذين تهافتوا لشراء كتبه، خصوصاً بعد الهجوم العنيف الذي تعرض له الفكر الجمهوري من قبل رجال الدين قبل أسبوعين من قيام المعرض.
“وضع النساء في الإسلام”
وفي هذا الشأن قال منير محمد البشير المسؤول عن هذا القسم لـ “اندبندنت عربية”، “هذه أول مشاركة لنا في معرض الكتاب بصورة رسمية، المعرض هذا العام بعنوان الفكر والمفكرين (عام الحريات)، لذلك من الطبيعي أن يطلقوا سراحنا لإقامة قسم لكتب محمود طه. شهدنا إقبالاً غير عادي على كتبه وقد بعنا 1000 نسخة في اليوم الأول فقط، وتضاعفت المبيعات في الأيام التالية. الشباب لم يهتموا باتهامات رجال الدين بل أتوا بأنفسهم لاقتناء الكتب واكتشاف الحقيقية”. وأضاف منير قائلاً “إقبال الفتيات كان كبيراً، من عمر 14، أستاذ محمود محمد طه أنصف النساء في مؤلفاته، ونفدت 1000 نسخة في يوم واحد منذ اليوم الأول من كتاب (شريعة الأحوال الشخصية)، والذي يتناول فيه وضع النساء في الإسلام”.
بينما قال أنور همّت أحد المفكرين الجمهوريين لـ” اندبندنت عربية”، إن “الوعي العام والثورة وشعارات الثورة جعلت الناس يتوافدون لشراء كتب محمود محمد طه، خصوصاً أن لديه مخطوطة كتبها قبل 40 عاماً، نادت بالحرية والسلام والعدالة وهي أبرز شعارات الثورة، لذلك كان الإقبال منقطع النظير”.
ويقول الملحق الثقافي لسفارة السعودية في السودان بندر بن محمد الحركان، لـ”اندبندنت عربية”، “تأتي المشاركة السعودية كعنصر رافد من روافد الثقافة في الخارج، ودليلاً على أهمية نشر الكتاب السعودي في الدول العربية. وأضاف وجدنا في المركز إصدارات متنوعة في الفنون كافة تمس جوانب المعرفة الإنسانية وأبرز ما في المعرض وجود كتب تعنى بالمجالات كافة في السعودية والتعريف بها، مؤرخة ومفصلة من قبل فريق علمي متخصص.
*المصدر: اندبندنت