فاز الشاعر التونسي آدم فتحي بجائزة الشاعر سركون بولص التي تمنحها دار الجمل، في دورتها لهذه السنة، ويتزامن إعلانها سنوياً مع ذكرى رحيل بولص في 22/ 10/ 2007 في استذكار احتفالي وتقليد أدبي تقديراً لهذا الشاعر والمترجم العراقي الكبير الذي أضفى نكهة جديدة على الشعر العربي، ولتأثيره الأساسي في القصيدة العربية الحديثة، إضافة إلى ترجماته الخلاقة لعيون الشعر العالمي من شتى الثقافات، في مسيرة أدبية رصينة وحافلة بالإبداع. وكانت دار الجمل واصلت إصدار أعماله الكاملة وغير المنشورة طيلة السنوات العشر الماضية التي أعقبت رحيله.
آدم فتحي شاعر ومترجم تونسي، يواصل إصدار مجموعاته الشعرية وترجماته منذ ثمانينات القرن الماضي. وفي أحدث مجموعاته الشعرية “نافخ الزجاج” خلاصة لتجربة متنوعة تجمع بين الجرأة الفنية والصدق في التجربة وفيها تجتمع طلاقة البوح ومتانة الأسلوب. ويمكن للقارئ أن يتلمّس في قصائد المجموعة أجواء لسيرة شخصية تأخذ غالباً شكل الحوار سواء كان حواراً داخلياً في سراديب الذات، أو من خلال السطوح المطلة على الذكريات، أو عبر صوت الآخر في الجوار والذي عادة ما يتجلى في الحضور الحميم للمقربين أو الهامشيين الذين عبروا الأمكنة على عجل بلا أثر مرئي لكنهم أقاموا نصبهم التذكارية في الذاكرة بوصفهم أبطالاً يحتفي بهم بهذه الحميمة. حتى أن ذات الشاعر نفسها لا تتجسد في صوت صريح للأنا بل في مرآة طيفية للهو والأنت بسردية موجزة، بما يمنح قصيدته بعداً درامياً إيحائياً بنبرة لا تطغى عليها سمة الإنشاد، جامعاً بين طاقة السرد وكثافة الشعر، ليدون سيرة مركبة عمادها الذكريات الشخصية والأماكن المحلية، والوجوه البعيدة.
من مجموعاته آدم فتحي الشعرية: “سبعة أقمار لحارسة القلعة” ،”حكاية خضراء والأمير عدوان”، “أغنية النقابي الفصيح، “أناشيد لزهرة الغبار” وسواها. قدم آدم فتحي ترجمات مهمة عن الفرنسية، مجموعة من كتب إميل سيوران: “المياه كلّها بلون الغرق” و”تاريخ ويوتوبيا” و “اعترافات ولعنات” إضافة إلى ترجمته لـ”يوميّات بودلير” والعديد من الترجمات الروائية الأخرى، مما جعل منحه الجائزة استحقاقاً للتجربة الشعرية الشخصية ولجهده في نقل أعمال من الأدب الإنساني إلى العربية.
وكانت اللجنة قد منحت الجائزة في دورتها الأولى للعام الماضي 2018 للشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط.
*المصدر: اندبندنت