الأكاديمية السويدية تتجاهل أخطاء بيتر هاندكه وتمنحه نوبل للأدب

0

الحدث الذي حملته جائزة نوبل للأدب هذا العام لا يتمثل فقط في أنها منحت لأسمين كبيرين هما الروائي النمساوي بيتر هاندكه والروائية البولندية أولغا توكاركوك، تعويضاً عن حجبها العام الماضي عقب فضيحة التحرش التي هزت الأكاديمية السويدية، وإنما أيضاً في فوز بيتر هاندكه نفسه الذي كان مغضوباً عليه ومعزولاً أوروبياً وحتى عالمياً بعد تأييده الرئيس الصربي سلوفودان ميلوسوفيتش الذي ارتكب مجازر خلال الحرب الصربية في مطلع التسعينيات. وكانت الأكاديمية السويدية استبعدت اسمه طوال سنوات جراء انحيازه إلى الصرب والرئيس الصربي وقد اتهم بتبرير جريمة الحرب الصربية. وفي عام 2004 قام هاندكه بزيارة ميلوسوفيتش في سجنه في لاهاي. وفي عام 2005 تم توجيه الدعوة إليه كشاهد من قبل محامي الرئيس اليوغسلافي الذي دانته محكمة مجرمي الحرب في الأمم المتحدة في لاهاي بتهمتين، الإبادة الجماعية والجريمة ضد الإنسانية. وعندما توفي ميلوسوفيتش في 18 مارس (آذار) 2006 حضر هاندكه جنازته علناً وألقى كلمة أثارت الكثير من السجال وجلبت له عداء كبيراً فأوقفت مسرحيات له كانت تؤدى في فرنسا وألمانيا. وفي 2 يونيو(حزيران) 2006 اعتذر هاندكه في حمأة النقاش السياسي المحتدم حوله عن تسلم جائزة هاينريش هاينه من مدينة دوسلدورف، وتقدر قيمتها المالية بـ 50 ألف يورو، وكانت تمنح للمرة الأولى. لكنه دعا إلى تحويل المبلغ لإعانة القرى الصربية في كوسوفو.

تغاضت إذاً الأكاديمية السويدية عن “حماقات” بيتر هاندكه السياسية وأعادته إلى الضوء بعدما كان عاش عزلة كبيرة في السنوات الأخيرة. ما الذي طرأ على موقف الأكاديمية السابق منه فقرّرت منحه الجائزة؟  بيتر هاندكه روائي وكاتب مسرحي كبير، أعماله ترجمت إلى لغات عدة ومنها العربية التي له فيها أربع روايات هي: المرأة العسراء، خوف حارس المرمى لحظة ضربة الجزاء، رسالة قصيرة لوداع طويل، الشقاء العادي. وقد كتب عنه الكثير من المقالات في الصحافة العربية.

في براءة الجائزة قال ماتس مالم، السكرتير الدائم الجديد للأكاديمية السويدية، إن هاندكه حصد جائزة العام 2019 “لأعماله المؤثرة التي تميزها براعة لغوية تستكشف محيط وخصوصية التجربة الإنسانية”.

أما الكاتبة توكاركوك شبه المجهولة عربياً فحصلت على جائزة عام 2018 لأنها بحسب ماتس مالم قدمت “خيالاً سردياً يمثّل بخوالج موسوعية عبور الحدود كأسلوب حياة”.

المصدر: اندبندنت

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here