محمود باكير، شاعر ومحامي مواليد 1970، سراقب في محافظة إدلب، أنشأ مجلة الكواكبي الثقافية 2011، وينشر في العديد من الدوريات. السورية.
مجلة أوراق- العدد16
أوراق الشعر
تفاحة الغريب..
عسيرة التأويل..
وملتبسة الكشف..
يخطها عارف أو كاشف أو باز..
……….
لا يحبها أحد..
سوى رماة الكلام على دريئة الحمقى..
وطرائد الكراهية..
من خيالة الأكف والتصفيق..
بقضبانها الحديدية الناشفة..
وهي مقيدة..
بين صدر من رماد..
وعجز الغبار..
وقافية..
……….
وحشية..
عارية..
تعشقها العصافير..
وهي تفلت من كل قيد..
لتحمل موسيقاها بين أعطافها..
مثل حقل من القمح..
في مقام الحصاد..
……….
تحت حزن ثناياها..
براعم ورد..
تلعب بالروح..
وبالنوايا والهواجس والمكان..
دون مبالغة..
ودون تعويل على التهويل..
وابتذال الانفعال والصور والإشارات..
تحترم التضاد الضئيل بين الخيال والتخييل..
وترفع قبعة..
للأمكنة القصية والتفاصيل التي لا بد منها..
وللرائحة..
……….
ترتكب الفارق بين الحياة والموت..
وتمنح “بقشيشها الباهظ” من المعنى للحياة..
لترفع بطاقة حمراء من اللامعنى للموت..
ولهذا العبث الطويل..
……….
هي هذا الخيط الرفيع..
من حرير الأحرف والأسى..
يربط التراكيب.. بسكاكين الأرصفة..
بحجارتها.. وبالعابر الغريب في مهب ترابها..
أو بجسد الكلام الجسور..
ليرسم أجنحة تضرب مجد السكون..
بحرف الرنين..
كالأحجية..
……….
تركض.. تلهث.. تتعرق..
في فوضى الهيولى والدخان..
في الترنح والعبث..
لتهرب من نمط اليومي والمكرر..
في اللغو والمقاصد..
والحروف..
والقبل..
……….
تجريدية..
وبلا مباشرة أو شعار..
مكنونها الخفي..
أكثر من بوحها المباشر..
وأبعد من إفصاحها المتناول والقريب..
عن البديهة.. والحياة..
……….
بترجيع بعيد..
تدنو..
وبترجيع قريب..
تبتعد..
ولا تقبض..
هي ريح تصفر في غابة بعيدة..
بل عاصفة..
تضج في صمت قريب..
في براري الصوت والكلام الساكن..
وصفير السهوب..
……….
بحر ينحل..
ليصير نهر..
ونهر يخصب..
ليكبر.. ويصير بحر..
……….
وردة..
أو مراكب..
أو رصاص..
……….
تشبه الورد..
الناشف في قلب الكتاب..
ثم تشف..
لتصير غيمة من ندى..
أو من سراب..
……….
آاااااااخر الهمس..
أو منتصف المعنى..
آااااااخر الفحيح..
وكل الأوائل..
التي بلا نهايات..
أو مرافئ..
……….
هي آه الكلام العسير..
أو ناي.. الحنين الطويل..
تشرب نبيذ الحزن..
من فم عاشقة تعبت..
من تسلق الهجران..
و شهد الحنين..
ومجد الخطيئة.. والسؤال..
……….
امرأة أولى..
سبت قبائل الرجال..
وانتزعت جلودهم.. كالرقيق..
……….
تفاحة..
وأنت تحب التفاح والمستحيل..
……….
عارية..
تحت رشيم الشمس..
أو فوق مجدلها..
تنسج جلد عاشقها الأخير..
لترتديه.. غلالة لنومها..
في صباح شفيف..
………
مجسدة..
من لحم ودم ورائحة..
“بسطة عارمة” من حب المساء..
وأحرف النار أو أبجدية الشبق..
……….
قطرة من ماء الملام..
ترنيمة من مطر..
وهو يهطل من صلب آلهة..
إلى مكمن من حرير الحرام..
كانت قبل الولادة.. أنثى..
و بعد الولادة.. أنثى..
و بعد الموت أنثى..
ولكن من تعاريج الغمام..
……….
لقيطة..
بلا أب..
وبلا أم..
وبلا هوية..
تنام..
على بياض الورق..
و مجد الحجارة.. والرخام..
……….
تتكور ثم تتمدد..
تتمدد ثم تتكور..
قوراء مثل قمر..
أو متدحرجة كالحقيقة..
وضَوْع الحبق..
……….
تدويرية القامة..
ومنتصبة الأعضاء..
وبهية الملامح..
وكثيفة الجدل..
……….
كرة..
من النار والورد..
تدق جدران هذا الوجود..
كي لا ينام..
………..
قصيدة..
……….
مهرة بكر..
تركض فوق صفحات الجريدة..
جامحة..
ممنوعة..
ومباحة..
تتلوى في الريح.. حتى الأبد..
تبحث عن خيال فارسها المستحيل..
وهو ينوس تحت قمر يغيب..
وشمس السهوب..
وظل الخيام..
……….
أنثى مسفوحة..
على كل الشبابيك..
على كل الجهات البكر..
عارية..
إلا من جدائلها..
معلقة..
تنزف على تراب التفاصيل..
وغبار الدروب القصية..
وعشب القباب..
وصمت السهول..
وطين البلاد..
……….
القصيدة..
ألف وباء..
امرأة كاملة التعاريج..
كاملة الكروم..
كاملة الحليب واللبن..
كمزامير الأنبياء..
……….
وحدها..
سيدة الكلام..
……….
مرسوم آلهة..
كاملة النار.. واللهب..
سيدة للخلود..
في معابد الفخار..
تشرب من ماء البساطة..
و تأكل..
الورد النابت في..
عزلة الجرار..
……….
هي أنثى الغواية..
فوق قضبان الورق..
……….
أنثى..
من الصلصال.. أغواها الحنين..
ثم أنهكها.. التعب..