مجلة أوراق- العدد 14
الصدع الكبير…كتاب جديد للكاتب السياسي ماجد كيالي
صدر للكاتب الفلسطيني ماجد كيالي كتابا عنوانه:”الصدع الكبير…محنة السياسة والأيدلوجيا والسلطة في اختبارات الربيع العربي”، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (عمان ـ بيروت)، في 312 ص.
يضم الكتاب، بعد المقدمة، أربعة أقسام، الأول، في اختبارات الدولة والمواطنة والديمقراطية في العالم العربي. والثاني، مصادر الصراعات الطائفية وأبعادها ومصائرها. والثالث، إشكالية الديني والدنيوي في السياسة والدولة. والرابع، وقد خصص لنقاش إشكاليات الحالة السورية. وقد تصدر الكتاب إهداء إلى: علي الشهابي، رزان زيتونة، ميشيل كيلو، سلامة كيلة…وإلى كل الذين حملوا لواء التغيير السياسي، لواء الحرية والكرامة والمساوة، في كل البلدان العربية…مع تأكيد أن هذا الحلم لن يتبدد، وإن هذا الأمل، لا بد أن يتحقق، بطريقة أو بأخرى.
نقاش السلاح الفلسطيني ودوره في إطار الحركة الوطنية موضوع مهم، من حيث ارتباطه بالزمان والمكان والظرف الدولي المتعلق بالحرب الباردة، ودور حركات التحرر الصاعدة والمدعومة من قوى اليسار والتقدم في العالم قبل انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وليس عبثا أن الشعب الفلسطيني اجترح الانتفاضة الأولى والثانية كشكل من تجديد آليات وقوى نضاله المستمر من أجل حقوقه المشروعة في بناء دولته الوطنية، وهذا ما يمنح ملاحظات الكاتب أهمية استثنائية كونه ابن هذه التجربة في بعدها السياسي والكفاحي، وقد عاصر تحولاتها الكثيرة، قبل أن يغادر الأطر التي أضحت عاجزة على مستوى منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية.
يذكر أن للمؤلف إصدارات عديدة سابقة اشتغل في أغلبها على مراجعة تجربة الثورة الفلسطينية ومحاولة وضعها في سياقها التاريخي من الأحداث والتطورات العربية والعالمية، نذكر منها إضافة لكتاب نقاش السلاح، كل من: فتح 50 عاما، الثورة المجهضة، قيامة شعب، مشروع الشرق أوسط الكبير.
“رقصة الشامان الأخيرة” رواية جديدة عن الحراك السلمي في جامعة حلب
صدر حديثًا عن دار الفراشة في الكويت، رواية “رقصة الشامان الأخيرة” للكاتب والروائي السوري عبد الرحمن حلّاق، وتتناول مرحلة الثورة السورية حتى بدايات عام 2013.
تسلط الرواية الضوء على شريحة من الشباب السوري، الذين تُرسم مصائرهم في تلك الفترة، بعد مشاركتهم في الثورة السورية ضد نظام الأسد.
غيث وخالد وحمزة وسهيل وزكريا وصفاء وصباح وريم وآزاد وغيرهم… القادمون من مختلف مكونات الشعب السوري، يلتقون في مدينة حلب ليشكوا صورة متكاملة من صور المواطنة السورية، عبر نضالهم السلمي والحقوقي والإغاثي والتوثيقي.
تناولت الرواية الظروف التي عايشتها الثورة في تلك الأثناء، من مجازر وتدخلات خارجية وبروز الجماعات المتطرفة، وما نتج عن ذلك من عنف وحشي لا يمكن تبريره.
من المتوقع، أن تنتهي رواية تتحدث عن الحراك السلمي في حلب، بحادثة قصف النظام لجامعة حلب في منتصف مطلع عام 2013، لكن، أين سيذهب أبطال الرواية بعد ذلك؟
بعد مقتل غيث، يحاول بقية أفراد الفريق دفنه في أرض تعود ملكيتها إلى أبناء الطائفة الدرزية، فيصطدمون بواقع تبعية شيخ العقل في القرية للنظام السوري، إذ يرفض دفن الجثة، وكذلك يعترض فريق من المتشددين الإسلاميين على دفنه…
كتبت الأديبة والروائية السورية إبتسام الرنتيسي: «رقصة الشامان الأخيرة ليست رواية واحدة. إنها روايتان واحدة تأتيك من التاريخ الأسطوري لشامان أو نبي يولد من رحم كهف، تنبسط له الأرض بخضرتها فيتأبط شجرة الضوء ويسوق أغنامه إلى مساقط الماء ليصطدم بأبناء قابيل، ورواية ثانية لمجموعة من الشباب المستنير يولدون من رحم الشعب ويؤججون ثورتهم فيصطدمون بكل أنواع العنف والجهل والتخلف، يعبرون بجثة شهيد لم تجد أرضًا كي تُدفن فيها. فتصبح الجثة ضحية المفاهيم الدينية المتحجرة بعد أن أصبح صاحبها ضحية عنف النظام وإجرامه. إنه الثمن اللا متوقع للحرية».
عبد الرحمن حلاق
قاص وروائي سوري من مواليد مدينة سراقب في محافظة إدلب 1960. عمل مدرسًا للغة العربية في دولة الكويت، وصحافيًا في جريدة السياسة الكويتية.
صدر له: صباحات مهشمة – قصص – في عام 2002 عن دار عبد المنعم ناشرون في حلب، وقلاع ضامرة ـ رواية – في عام 2007 عن دار الحوار.
“ميلان لا يشبه الرقص” مجموعة شعرية جديدة لنعمان رزوق
“ميلان لا يشبه الرقص” مجموعة جديدة للشاعر نعمان رزوق، صدرت عن مؤسسة بدور التركي الدولية ودار دال للطباعة والنشر، وتضم خمسين قصيدة نثرية؛ كُتبت ما بين عامي ٢٠١٧ و٢٠٢١، بين مدينتَي دمشق مكان عمل الشاعر، وسَلَمْيَة مسقط رأسه.
بعد مجموعته الأولى: “وعول الخيبة”، وكتابه الأنطولوجي: “دولة شعراء النثر”. ما الجديد الذي يقدمه؟
يقول نعمان رزوق في حديثه لأوراق:
– ما أنا واثق منه بأن مجموعتي “ميلان لا يشبه الرقص” سيدخلها القارئ و هو بخير… لكنه لن يخرج كذلك.
وعن تجربته في الكتابة وما طرأ عليها من تغيرات، يقول:
– لقد كان ذلك منذ الطفولة التي غالبًا ما يسيطر عليها الشعر والخاطرة، وقد تأثرت مع مرور السنوات بالمسرح الذي لي فيه بعض التجارب، ومن أهمها: مسرحية بعنوان: “قرية النصف تفاحة”، التي ما زالت مخطوطاً ينام في أدراج خزانتي من غير أن أفكر بإيقاظه لذبول الأضواء عن خشبة المسرح وقلة المهتمين في زماننا الحالي بقراءته أو العمل فيه.
نعمان رزوق من الشعراء المعروفين على موقع فيس بوك، لا سيما بقصائده الصوتية، فهل ساهم موقع فيسبوك بانتشار قصيدة النثر، أم أنه سلاح ذو حدين؟
– إجابتي من بعد التجربة… أنه كل ذلك معاً، إلا أن الذكي حتماً سيخلق الطريقة التي تنجيه من هذا الإعصار الإلكتروني.. ليقيني أن المعدن القيم سيحافظ على بريقه وضاءً حتى لو فوقه نامت الأرض.
مضيفاً:
– إنّ المجموعة مكونة من خمسين نصاً نثرياً لم أنشر سوى بعضها على صفحتي الفيسبوكية وتقصدت أن يكون بعضها الآخر حبيسَ المجموعة التي لن يملك مفاتيحها سوى القارئ الجيد والصلب.
وعن رأيه بالمشهد الشعري السوري والعربي حالياً، يقول:
– سأكون متطرفاً إن لم أقل أنّني مسرور… وخاصة أننا في سورية ورغم الحرب والفقر والتشرد ما زلنا نبحث عن القلم وليس عن البندقية، ونبحث عن تطوير النص الذي نكتبه ليواكب مثيله من النصوص المكتوبة في العالم المستريح من الحروب والموت، ولا أغالي حين أقول بأن ثمة شعراء من سوريّتي المنكوبة قد تفوقت نصوصهم على ما يصلنا ونقرأه من ذاك العالم…
مضيفاً:
– ولأن الجغرافيا واحدة واللغة واحدة والمصير واحد فإن المشهد الشعري العربي لن يختلف عن المشهد الشعري السوري حتماً، وقد يكونان متماهيان في مشهد واحد فالعقل يقول ذلك، والتاريخ أيضاً.
وفي نهاية حديثنا سألناه عمن يقرأ لهم حالياً؟
– أنا أقرأ كل ما يقع تحت ناظري ولا أنتبه للاسم حين يكون النص جميلاً ومدروساً ليسلب اللب. تماماً كذاك الساكن في العتم ويبحث عن الضوء وليس عمن يُرسله…
من أجواء المجموعة:
(دالية)
1-
عندما التقيتُها أول مرةٍ.. قلتُ لها:
لن أموتَ بعد الآن،
قالت مازحةً: وإنْ قتلتُكَ؟
أجبتُها..
سأولد مِنْ أصابعي مثل داليةٍ منْ جدائلها،
فضحكتْ.. ضحكتْ..
ثمّ ضحكتْ،
كأنها البرية كُلّها..
و فيها..
أنا الطفل الذي أضاع أمّه
2-
عندما التقيتها أول مرةٍ..
طلبتُ من شرطيّ المرور أن يأخذني معه
إلى المشفى
أو السجن..
فقد فرّتْ القصائد مني قطعاناً
بكل الجهات..
وبتُّ خطراً
على المارة
3-
عندما التقيتُها أول مرةٍ..
لم أقل شكراً لله الذي ترك إشارة مرورٍ أرستقراطية
تطفئ سجائرها الملونة
دفعة واحدة
في صحنِ وجهي..
من غير أن يَعبَأ للهواء الذي عبثاً كان يجد بين جموديَ نافذةً يعبرُ منها
إليّ
كيما أتداعى على بعضيَ ناشزاً..
مثل حطامٍ لا غبار حوله يروي التفاصيل،
ومن غير أن يعبأ لِعقد نبضيَ الذي تفرفط
حتى آخر نَفَس
بين أرجل المارةِ ..
وتحت الحافلاتِ التي كانت بِغلِّها الأسود
تطمرُ الدربَ فوق قلبي.. وتهرب،
ولأظل واقفاً
على لسانيَ
الذي راحَ ينقبُ في الأرصفة
عن قطرة ماءٍ..
تجعل المتناثر على مسامه من فرفطات الكلام .. تنمو قصائد حب،
توسلتُ للريحِ التي كانت حينها تفصلُ الشمسَ عن اشتعالها بسربِ صفير..
كيْ تغوصَ بظهريَ حتى الروح
مثل رُمحٍ لا يُثَبِّت الأرضَ بأرجله حين ترتجَّ تحت حوافر معركة ..
بل برأسهِ الساكنِ
بظهر محاربٍ مقتول
…………………….
(دَبيب)
لستُ نائماً..
ثمة دبيب بأعماقي يلوكُ سكونَها بصخبٍ مُوحل الأثَر،
يُشبه استغاثةً ما
محشورة بين أسنان بئر..
دبيب
حين ينسربُ بِخفَّةِ فأرٍ إلى جحره
من شريان
إلى شريان..
يخزني بينهما بإصبع مِحراث،
لستُ نائماً..
و لا أشبهُ في استلقائي اللا ثابت فوق قلبيَ المُعَشّبِ حتى ركبتيهِ.. من الرقص
جثةً ناولتْ الأرضَ ارتطامها كاملاً
لتلتحم بعشبها بلا رعشات تُذكر،
لستُ نائماً..
لستُ نائماً..
أنا فقط غيرُ مستيقظ