السر في وقفة مؤقتة نعيشها، هو ملاحظتنا للوحة معدنية حمراء ثمانيّة الأضلاع.
وقوفنا هذا، حين نسير عكس اتجاه ما نريد يعني قدرتنا على ملاحظةِ ما ليس في طريقنا.
قد يكون دليلًا على هوسنا بتفاصيل ما يحيطُ بنا.
أو خللًا أصابنا لم نملك رفاهية تشخصيه بعد.
*
الخَيارات مستفزة، تواجهنا حين نكونُ في أقصى حاجاتنا للإجابات المحددة.
جُملة مقفلة، تستقرُ في نهايتها نُقطة بسيطة، تحمل تفاصيل علاقة كانت مَثَلًا.
.
النقطة التي وضعتها أعلاه لا تشبه الفاصل الذي يستعد للنمو، هي فقط للتأكيد على نهاية القصّة.
..
لم تكن النقطة تلك تشبه الحبر الذي سال على كُم القميص، ذلك يُمحى فقط حين نرسله “للدراي كلين”.
عاشت النقطة عُمرًا كاملًا لم نعلم أنها التصقت بقاع العقل الذي نحمله.
وتميزت بموقعها الذي كان سياجًا بين ما نريد وما ستعطينا الحياة التي أرغمنا على عيشها.
…
ننتظرُ دورنا في حياةٍ أخرى لنصطادَ النقطة التي منعت أحلامنا من الاكتمال، نمسكها برقة كما نخافُ على بالونات الهيليوم التي نضطرُ لشرائها في مناسباتٍ لا تعنينا.
حين نشعر أننا “خارج المكان” أو لا انتماء لنا في أي جلسة، فإننا نُعطي “البويلر” الذي يشعل رغبة العيش فينا الفرصة الكافية لإعادة ترتيب ما نُريد.
لن تتغير هذه الحياة، لكن لنا القدرة على منازلتها لنقتطفَ ثانية واحدة تحمينا من حادثٍ لم يكن لنا.
…..
ما يُميزُ لونًا عن آخر تفاصيل كثيرة.
فالأخضرُ ليسَ أخضرَ
ولا الرماديُ رمادي بما يكفي لنقتنع به
أمّا الأحمر فله من الشك ما يجففُ نصفَ عامٍ من الأحلام.
سيحتارُ الربُ إن قرر أن يُعطي قرار اختيار ورقَ جدران الجنّة لأمي مثلًا!
…….
سأنتظرُ قدر ما صرفت من أيامٍ أملًا في أن أعيشَ تلك الرعشة التي تَمَشّت على درجاتِ عامودَي الفقري حين دهشة.
…….
اعترف الهواء يومها بأن خصلةٍ من شعرك كانت كالمروة،
وكنتُ، أنا، أولُ المنطلقين من الصفا.
…….
صرتِ صفاي ومرواي منذُ قررتِ أن الأخضر هو العلاج.
استسلمتُ في المعارك الأولى لأفوزَ في الحرب،
كان إيماني يحارب وحيدًا جيوشَ الكلام
ولم أخسر نفسي،
وحيدًا، أحاربُ ما لا أعرف.
……..
حين انتهيت من الحرب الكبرى – الحرب التي خضناها سويًّا-
كان لنا الحق في تحديد الحدود، فأسقطناها.
حين يشعر المنتصرُ أن ما تنازل عنه أضحى هزيمة، ستهتزٌ شرارة الحرب مرّة أخرى،
وما اكتسبت من خبرةٍ ستصير لعنة.
ستنتصر هذه اللعنات التي باركناها سويًا، كما في المرّة الأولى.
………….
حين وقعت المعركة كنتُ حامل الراية، لم تكن كما وصفَتها كتب التاريخ، حمراء أو خضراء أو سوداء.
كانت الراية خطٌ مستقيمٌ بيني وبينك.
……………
ليس لي في كل هذه المعارك إلاّ الراية التي حملتها في يميني،
أعطتني سببًا كافيا لأكون آخر جندي حيّ،
حيٌّ بما يكفي لتهزني خصلة شعرك مرّة أخرى بلا خوف.
الخوف الذي شعرتِ به حين صرتِ من تريدين.
…………….
نقطة نهاية السطر،
اخترتِ الأخضر لأنه يشبهك، ولما أضفتِ لي منك.
*الترا صوت