أمنيات صغيرة

0

ترجمة نادية خلوف

في اليوم الأخير من عام 2019، كنت وحدي أمام شجرة عيد الميلاد، كانت الشجرة تومض بالزينة والشموع، لكنني شعرت أن هناك حاجة لأشياء أخرى تزينها، أضفت صور أولادي وأحفادي للشجرة، ثم زينتها بأساور لطفلة لم تولد بعد، وقفت أمام تلك الشجرة باحترام وأحضرت كأسين من النبيذ الأحمر، أحدهما لي والأخرى لشخص قد يأتي، أو لا يأتي، سارت ليلتي بسلام، تمنيت أن أغير نظرتي إلى الحياة، كما تمنيت لو كان لدي حديقة بها ورود زنابق.

زهرة زنبق في حديقتي

علينا أن نطارد الأحلام لنحصل عليها، أن نحاول تحقيقها، عندما نحقق حلمنا نرى أن الحلم كان صغيراً، هكذا

.  نسعى لتحقيق حلم أكبر.

. في كل مرة نحلم حتى نشعر بوجودنا في هذا العالم.

لقد جئت من البراري حيث العشب الأخضر والأزهار، ذات يوم ضعت في الحقول، لو لم أستطع شم رائحة الأرض لما عرفت مكاني، لم أشم رائحة الأرض، لأن المطر لم يبللها بعد، تهت بينما كنت ضائعة، تأرجحت أحلامي بين السهل والجبل، أحياناً كنت أترك السهل إلى الجبل أو الجبل إلى الوادي، وفي النهاية استقريت في غرفة فوق السطوح.

جاءت رائحة البصل الأخضر من بستان قريب، ذكّرتني الرائحة بخلفيتي ومن أين أتيت، شعرت بالرائحة هنا لكنني اعتقدت أنها جاءت من قريتي هناك، تلك الذكريات دفعتني أن أسأل نفسي: لماذا لا أزرع البصل في شرفتي الصغيرة حتى لا أنسى وطني؟  قررت زراعة الُصل.

في الماضي: كنت قد ساعدت والدتي في زراعة جميع أنواع الخضروات في الحقل، لم أكن أحب العمل في ذلك الوقت. حتى أنني شعرت بالأسف لأنّني أضيع جهدي في الحقل، لكنني اليوم أشعر بالحنين إليه.

اليوم أعيش في غرفة فوق السطوح، تبدو كسجن، سميتها: المقبرة، لأني أشعر بالموت فيها.

قلت: لا.

 يجب أن أفعل شيئًا ولا أدفن نفسي في الحياة، كي أملأ وقت فراغي وأمنح نفسي بعض السعادة.

في حديقة على شرفة صغيرة، زرعت الخضار والورود، الحديقة الصغيرة غنية بالزهور الآن.

. . .

عندما بدأت بزراعة النباتات على شرفتي، كان كل شيء على الشرفة جاهزاً مثل أحواض الزهور والتربة والنباتات وحبات البصل، فقط يجب أن أزرع الشتلات والبذور، والبصل، لكن عندما انتهيت من الزراعة، تذكرت أنني لم أزرع البصلات، كل ما تبقى هو زرع البصلات الموجودات في الوعاء هناك.

زرعت عشرة بصلات، يمكنني أن آكل من الأوراق الخضراء عندما تكبر وأخذ بذور البصل عندما ينضج حتى أتمكن من زرع البذور السوداء لإنتاج بصيلات صغيرة، في ذلك الوقت يمكنني أن أصبح مكتفية ذاتياً بالبصلات والبذور الصغيرة، البصل الكبير والصغير.

قلت بيني وبين نفسي:

إذا تجاوزت البصلات احتياجاتي، سأبيع بعضها في السوق الشعبي، في غضون عام سيكون لدي ثلاثة أجيال من البصل، إنها دورة حياة البصل.

السعي وراء الحلم

لدي شيء مهم في حياتي الآن، كما لو كان لدي أطفال صغار، كنت سأعتني بهم، أصبحت حياتي ذات مغزى، زرعت حديقة كاملة في مكان صغير فكبرت النباتات، نمت أوراق البصل الأخضر.

كانت واحدة فقط من المصابيح العشر مختلفة.

ليس هناك مشكلة، قد يكون هناك نوع مختلف من البصل.

أنظر إلى الورود قبل أن تتفتح ولكن لم أكن أعرف كيف ستبدو الأزهار عندما تتفتح أزهار الفول وتنتشر رائحتها في كل مكان، رائحة زهرة الفول تشبه رائحة العنبر.

يغريني البصل قليلا، أتذوق القليل من ورقة البصلة المختلفة، ارتبكت، فليس لها طعم البصل.

مرت الأيام بسرعة، تحولت شرفة صغيرة إلى حديقة، لذا قمت بتغيير اسم الشرفة من اسم المقبرة إلى اسم نسيم العمر.

….

كل يوم أقطف أوراق البصل وأتناولها مع الطعام، أحتفظ ببعض البصلات، واحدة للبذار واثنتان للبيع، تبدو البصلة العاشرة مختلفة، أصبحت سيقانها أطول، في يوم من الأيام كان الجو بارداً.  استيقظت في الصباح الباكر، والنباتات لا زالت نائمة، غطيت النباتات بقطعة قماش حتى لا تبرد، فجأة رأيت شيئًا مثل الضوء بين النباتات، أصبح قلبي ينبض، لم يكن هناك أدنى شك أن نور قد سقط في فردوسي، سمعت ضحكة طفولية قادمة من الضوء، كانت زهرة زنبق بيضاء تتحدث معي، بدت مثل الشمس

قلت: أنا سعيدة جداً لوجودك هنا يا ​​زهرة الزنبق!

سحبت البصل الأخضر بعناية من الأرض وذهبت إلى السوق الشعبي لبيعه، يا له من سوق جميل! كان هناك الكثير من الألوان، نساء، رجال، ورود، وحشد جميل.

لقد تغيرت حياتي. كما أنني شعرت بالتفاؤل لأنني بعت بصلتين، اشتريت بثمنهما بصيلات زنبق لزراعتها.

. . .

رغبات صغيرة للعام الجديد

قد تكون الرغبات صغيرة في بعض الأحيان بالنسبة للبعض، لكنها قد تكون كبيرة بالنسبة لك كما هي بالنسبة لي، كنت أحلم في الماضي في مزرعة صغيرة بها حصان وكلب وغنم وطيور، كنت أفكر في شراء مزرعة للانسحاب من البيئة الاجتماعية والحصول على الاكتفاء الذاتي في الإنتاج، ربما كان يمكنني فعل ذلك في ذلك الوقت، لكن حريتي كانت محدودة عندما اتخذت القرار، ولم أستطع فعل ذلك، عندما لم أستطع فعل ذلك، تم إخفاء المشروع في عقلي الباطن وأصبح حلماً، أطلق عقلي الباطن الحلم اليوم لأنني أستطيع أن أحلم.

ربما سوف يستمر الحلم.

 تبعني هذا الحلم طوال حياتي، ولكن دون علمي، فقط عقلي الباطن يطلقه الآن، حتى أنني أشعر به، لكي أحقق حلمي، يجب أن أمتلك قطعة أرض صغيرة، وأن أطور حلمي السابق ليصبح أكبر، تخليت عن بعض الأشياء من حلمي السابق، أريد فقط مزرعة صغيرة، وكلباً، وثلاثة أغنام ..

 ربما أشتري مزرعة، لكنني لست متأكدة، ربما يكون مجرد شعور، لكن هذه أمنيتي للعام الجديد.

سأستمر في الحلم حتى لو لم يتحقق

كانت أحلامي تتساقط كأوراق الخريف

 أستطيع أن أحلم، حتى أشعر بالحياة

كل ليلة سوف أحلم بمستقبل جميل

كل شتاء أخبئ حلما، يولد الحلم في الربيع

أحلامي تتزايد ولا يزال بإمكاني أن أحلم

شممت من حلمي رائحة صوف الغنم، اسمع صوت الكلب.

عشية عيد الميلاد

ربما سأغني ترانيم الفلاحين،

أبكي المظلومين،

أحزن على المسيح الأول والثاني …. وأبحث عنهما في جميع الأوقات عشية عيد الميلاد.

عندما أجلس بالقرب من شجرة الميلاد، سأحتفل مع الأشباح.

أتوقف عند الفجر لأمسح شعر الأطفال وأرسم بالضوء حمامة سلام.

أقول للعالم:

   عيد ميلاد سعيد

*خاص بالموقع

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here