عن دار دلمون الجديدة في دمشق، صدر حديثاً ديوان «أخلد لوسادة سيوران» للكاتب والناقد المسرحي التونسي حامد محضاوي. يتكون الكتاب من 134 صفحة، ويضم قصائد نثرية جديدة للمحضاوي.
يقول المحضاوي -في حديثه لرابطة الكتاب السوريين- إنه يكتب بعيدًا عن السياق، كي يجد بصيص الإنساني في انزياح كل شيء من حولنا، باحثًا عن قرّاء استثنائيّين ونقّاد برؤى حيّة ونافذة، فهو يبحث عن قرّاء وكتّاب ونقّاد من خارج التكرار الكلاسيكي، فليس لنا إلّا نحت معابر شعريّة جديدة في ظلّ ركود الخطوات القديمة عن مجاراة معنى الرّاهن.
يزخم الديوان بأبعاد تجريبية كتابيّة عبر أبعاد مختلفة، تشغيلًا للمعنى الإنساني بانشطاريته وتعاويذه. يقول المحضاوي: أنا أكتب في ما بعد بعد الحداثة، أنتهج اللامدرسة في الشعر، أنتمي للخيار التجريبيي في فك أحجيات المعنى. كل التحاليل الكلاسيكية لا يمكنها أن تستنبت روحاً أخرى للنصوص.
مضيفاً: نحن في زمن المطلق العولمي الحارق لا يمكن أن نستدل بأطلال أو مدح، كما لا نتقولب في أحجيات مرّت باسم المنثور كنهاية. لقد كتبوا ذواتهم وواقعهم، وليس لنا إلا أن نكتب ما يعنينا، لا نكرر حضورهم في عصر غير عصورهم.
يرى المحضاوي أن هناك طيفاً خانقاً من الركود المفاهيمي والتحليلي في مستوى التعاطي مع المنجزات الأدبيّة، وأن هذه الرؤية مصلحيّة بامتياز لأصنام لم يعد لها ما تقدّم في حركيّة الخلق الفني. متابعًا: كل شروخ عن مقاييسهم البالية يعتبرونه خروجاً عن الإبداع. لأنّ التجديد والمعاصرة والاستثناء يفتكون بمصالحهم وحضورهم الراكد.