تستعدّ بلدية ولاية إزمير التركية لمنح الشاعر والمفكّر السوريّ “علي أحمد سعيد إسبر” (أدونيس) جائزة “هوميروس” خلال فعاليات الدورة الأولى لـ “مهرجان هوميروس الدولي للفنون الأدبية” (Homer Honer) الذي انطلق مساء أمس الجمعة في إزمير غربي البلاد.
ويأتي اسم “أدونيس” إلى جانب ثلاثة أسماء لكتاب وأدباء أتراك سيتم منحهم الجائزة، وهم: الكاتب والشاعر أوزدمير أونجه، والكاتب والشاعر يشار أكسوي، بالإضافة إلى الصحفي التركي ميردان ينارداغ. وذلك بحسب ما ورد في برنامج المهرجان، ما يثير تساؤلات عديدة حول تكريمه بجائزة أدبية “دولية” لا يوجد فيها مكرمون من خارج تركيا سواه.
المهرجان أقيم في منطقة “بايركلي” بإزمير وتستمر فعالياته على مدى 3 أيام، وهو برعاية بلدية الولاية. وألقى فيه كلّ من رئيس بلدية إزمير “تونك سوير” ورئيس بلدية بايركلي “سردار سندل” كلمتي الافتتاح، ليتبعهما “أدونيس” بكلمته التي أشرف على ترجمتها إلى التركية الأكاديمي وأستاذ اللغة العربية وآدابها، محمد حقّي سوتشين.
أدونيس “السوري” متجاهلاً السوريين
ألقى “الشاعر السوري” خطاباً أقرب ما يكون إلى بيان سياسي وجّه من خلاله هجوماً شرساً على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، متهماً إياها بأنها تمارس حروباً “دينية” مدمّرة في مختلف مناطق العالم.
وبلغته المعروفة بإغراقها في الترميز، ذكر “أدونيس” في كلمته أن الثقافة اليوم -وخاصة في العالم الإسلامي، “تكاد أن تنقسم إلى شطرين: فضاء الدين وفضاء الشعر“.
وأردف قائلاً: “لا نرى في فضاء الدين الأميركي والأوروبي إلا العنف والحروب، تدميراً وإبادة مختلفة وعلى جميع الصعد، وبتمجيد واحتفاء مختلف أشكال الإعلام”.
واعتبر أدونيس أن اللغة المشتركة بين أهل الشعر وأهل الدين “لغة حقيرة أصبحت أداة للصمت والتزوير والمحو… وتحولت إلى مستنقع للأجوبة الجاهزة، حيث تصبح الحقيقة كذباً والإنسان وهماً”، زاعماً أن العالم الذي نعيش فيه اليوم هو عالم حربٍ “باطنية” دينية، بحسب تعبيره.
وختم كلمته بتوجيه الشكر للجهة الراعية لـ “الجائزة”، وللحاضرين، ولـ إزمير التي وصفها بـ “المدينة الشاعرة”.
وبالرغم من تضمين الجزء الأكبر منها للخطاب السياسي وانتقادها للحرب (الباطنية/ الدينية) وللدمار، وإلقائها بمسؤولية هذه الحرب على أميركا وأوروبا، إلا أن كلمة أدونيس خلت تماماً من الإشارة إلى الحرب السورية وما خلفته من دمار وقتل وتهجير، كما لم توجّه العبارات الختامية الشكر لتركيا، حاضنة فعالية الجائزة، وللمجتمع التركي الذي يحتضن نحو 4 ملايين سوريّ هجّرته الحرب، ما أثار استهجان بعض الكتّاب والأدباء الذين غرّدوا منتقدين كلمة “الشاعر السوري المكرّم”
وكتب الروائي والإعلامي السوري إبراهيم الجبين تغريدة عبر حسابه على تويتر، وصف فيها كلمة أدونيس التي ألقاها في إزمير بأنها “متخمة بالدجل”.
وقال الجبين في تغريدته: “من الطبيعي أن لا يشكر (علي) أدونيس شعب تركيا على استضافة أربعة ملايين لاجئ. فهؤلاء الملايين بالنسبة إليه هم الأعداء ويغيظه إنقاذهم، وكان يفضل لو تمّت إبادتهم على يد بشار الأسد مجرم الحرب، وهو (أدونيس) الذي يحتضن سفراء الأسد ويعانقهم في رحلاته” وفق ما جاء في التغريدة.
وفي صورة التقطت عام 2019، يظهر أدونيس وهو يصافح بحميمية سفير النظام في لبنان علي عبدالكريم، ويتبادل معه القبلات خلال حفل تكريمي أقيم له في العاصمة بيروت.
ومن المعروف أن “عبد الكريم” يعدّ من أكثر المقربين لرئيس النظام في سوريا ولحليفه في لبنان “حزب الله”، فكتب أحد الإعلاميين اللبنانيين تعليقاً قال فيه:
“هذه المصافحة ليست سوى رمزاً لما أراد أدونيس إيضاحه لنا: “نعم، أنا فخور بعلاقتي مع هذا النظام”.
وكان الأكاديمي التركي محمد حقي سوتشين قد أعلن في نهاية شهر أيار الفائت عبر تغريدة على تويتر، موعد انطلاق مهرجان هوميروس الدولي للفنون الأدبية، قائلاً إن فعالياته ستقام على مدى 3 أيام (3- 5 حزيران الجاري).
وأوضح سوتشين في تغريدته التي أرفقها ببرنامج المهرجان، أن “أدونيس” سيُمنح جائزة “هوميروس”، مشيراً إلى أنه سيتحدث عن “عالم الشعر عند أدونيس” وفق تعبيره.
كتاب في تركيا لسيرة حياة أدونيس!
ولم يقف الأمر عند منحه جائزة هوميروس “الدولية”، فقد أعلنت دار النشر التركية SİA Kitap عبر تغريدة على حسابها في تويتر، بأنها تستعد لإصدار كتاب يتناول سيرة حياة “أدونيس” في مطلع العام القادم.
أدونيس والثورة السورية
منذ اندلاع الثورة السورية في ربيع 2011، أثار “إسبر” استهجان واستنكار السوريين المناهضين لنظام الأسد في العديد من المواقف والتصريحات التي أعلن فيها رفضه للثورة ووصف المشاركين فيها بصفات تتطابق مع رواية النظام والسلطة في سوريا.
وسبق أن قال “أدونيس” في أحد تصريحاته بأنه “لا يتفهم أن البعض يطلق على السوريين (شعب الثورة) وقد هاجر عن سوريا نحو ثلث سكانها”.
كما أعلن احتجاجه في بداية الثورة على مطالبتها بـ “إسقاط النظام”، وعلى خروج المظاهرات السلمية من المساجد في يوم الجمعة، وعلى عدم رفع المتظاهرين السلميين شعارات “فصل الدين عن الدولة”، وصولاً إلى إعلانه أن “ما حلمنا به كثورة هو غلط ووهم”.
كما ادّعى أدونيس بأن الشعب السوري في الداخل “ليس هو الذي تحرك. تحرك المرتزقة وبعض الأشخاص المقيمين في الخارج. بينما المعارضة في الداخل غير معترف بها من الطرفين؛ ليس هناك ثورة”.
وقال أيضاً في حوار صحفي: “ما تمر به سوريا اليوم لا يمكن أن يكون ثورة، كما يحلو للبعض تسميتها، وإنما إساءة إلى فكرة الثورة. حيث لا يمكن لثورة أن تقوم على أكتاف مرتزقة ومأجورين” على حد تعبيره.
وبالمقابل، لم يوجّه أدونيس في كل تصريحاته وكلماته ومداخلاته، أي انتقاد للميليشيات والدول التي استجلبها النظام السوري لمشاركته في حربه ضد السوريين، وعلى رأسها إيران وميليشياتها وروسيا ومرتزقتها.
ووجهت لـ “أدونيس” كثير من الاتهامات من بينها الطائفيّة، والانتهازية، وتأييد نظام الأسد في حربه ضد السوريين، والسعي وراء نيل الجوائز والتكريمات، بالإضافة أيضاً إلى تهم “الانتحال” و”السرقات” الأدبيّة.
من هو أدونيس ؟
وعلي أحمد سعيد إسبر الملقّب بـ (أدونيس) من مواليد قرية قصابين التابعة لمدينة جبلة على الساحل السوري عام 1930.
تخرج من جامعة دمشق متخصصاً في الفلسفة سنة 1954، ثم التحق أيضاً بالجامعة اللبنانية وحصل منها على درجة الدكتوراة في الأدب .
ويُعد أدونيس من الشعراء العرب المثيرين للجدل، وذلك بسبب شعره المغرق بالبلاغة والترميز والانزياحات في اللغة العربية، في محاولة للابتعاد عن الأساليب التقليدية. فابتكر أسلوبه الشعري الخاص، وكتب كثيراً من القصائد المثيرة للتساؤلات وجدل النقّاد.
كما ادّعى أدونيس بأن الشعب السوري في الداخل “ليس هو الذي تحرك. تحرك المرتزقة وبعض الأشخاص المقيمين في الخارج. بينما المعارضة في الداخل غير معترف بها من الطرفين؛ ليس هناك ثورة”.
وقال أيضاً في حوار صحفي: “ما تمر به سوريا اليوم لا يمكن أن يكون ثورة، كما يحلو للبعض تسميتها، وإنما إساءة إلى فكرة الثورة. حيث لا يمكن لثورة أن تقوم على أكتاف مرتزقة ومأجورين” على حد تعبيره.
وبالمقابل، لم يوجّه أدونيس في كل تصريحاته وكلماته ومداخلاته، أي انتقاد للميليشيات والدول التي استجلبها النظام السوري لمشاركته في حربه ضد السوريين، وعلى رأسها إيران وميليشياتها وروسيا ومرتزقتها.
ووجهت لـ “أدونيس” كثير من الاتهامات من بينها الطائفيّة، والانتهازية، وتأييد نظام الأسد في حربه ضد السوريين، والسعي وراء نيل الجوائز والتكريمات، بالإضافة أيضاً إلى تهم “الانتحال” و”السرقات” الأدبيّة.
من هو أدونيس ؟
وعلي أحمد سعيد إسبر الملقّب بـ (أدونيس) من مواليد قرية قصابين التابعة لمدينة جبلة على الساحل السوري عام 1930.
تخرج من جامعة دمشق متخصصاً في الفلسفة سنة 1954، ثم التحق أيضاً بالجامعة اللبنانية وحصل منها على درجة الدكتوراة في الأدب .
ويُعد أدونيس من الشعراء العرب المثيرين للجدل، وذلك بسبب شعره المغرق بالبلاغة والترميز والانزياحات في اللغة العربية، في محاولة للابتعاد عن الأساليب التقليدية. فابتكر أسلوبه الشعري الخاص، وكتب كثيراً من القصائد المثيرة للتساؤلات وجدل النقّاد.
*تلفزيون سوريا